الطفل وألعاب الفيديو
ألعاب الفيديو واحدة من أهم ما اتت به التكنولوجيا الحديثة لنا منتصف القرن الماضي وما زلنا نتعامل معها ليل نهار.عاش معها الكبير قبل الصغير، نجدها في المنزل والمقهى، داخل وسائل النقل القطارات والطائرات. أنجذب إليها أطفالنا، علمتهم الكثير وأخذت من وقتهم الكثير.
![]() |
ألعاب الفيديو. |
دعونا نتعرف إليها، وهل لألعاب الفيديو أثر على سلوك
طفلك؟ وهل الصور العنيفة خلال مشاهدة ألعاب الفيديو تجعل الطفل أيضاً يتصرف بعنف مع
الأخرين حقًا؟
ألعاب الفيديو
ألعاب الفيديو هي عبارة عن وسيلة تكنولوجية تفاعلية يمكن تقديمها
عبر كثير من الأجهزة التكنولوجية الحديثة – الكمبيوتر – أجهزة المحمول
– أجهزة الفيديو - الأتاري. ويعيش من خلالها الفرد في عالم
افتراضي "تخيلي"، مثل مباراة كرة قدم بين فريقين، ويستطيع أن يحدد من هو الفائز؟
ومن هنا، فألعاب الفيديو الحديثة تتيح للفرد التحكم في شخصيات اللعبة والكيانات المصاحبة ووسائل الحركة المختلفة خلال واقع افتراضي تخيلي اشبه بالحقيقة تساعده الصور الجذابة والأحداث السريعة المتداخلة.
لقد صممت تلك الألعاب على يد مجموعة من المبرمجين، حيث
تنوعت وتطورت بمرور الوقت وغطت مسارات عدة منها الأكشن، والقصص والروايات،
والرياضة والمسابقات.
ظهرت ألعاب الفيديو بعد الحرب العالمية الثانية ومع اهتمام الدول على إيجاد ألات تحاكي العقل البشري واختراع نواة أجهزة الكمبيوتر. كانت البداية عام 1947 م على يد البروفيسور الأمريكي "توماس جولد سميث".
استمر تطور ألعاب الفيديو بعد ذلك وأصبح لها مكانة بين شعوب العالم أجمع خاصة مع ظهور الجيل الثاني منها وظهور أجهزة الأتاري. وكان نصيب الفرد العربي منها كثير.
الشعور بالقلق
منذ أول فيلم سينمائي، شعر البالغون بالقلق بشأن كيفية استجابة
الأطفال لصور العنف. والآن بعد أن توافرت شاشات الهاتف المحمول وأصبحت في يد
معظم الأطفال ومع وصولهم غير المحدود إلى الصور ومقاطع الفيديو العنيفة، أصبح لدينا
المزيد مما يدعونا إل القلق وعدم الراحة، خوفاً عليهم.
العنف الافتراضي
العنف الافتراضي هو أي عمل عدواني قد أكتسبه طفلك من خلال التلفزيون
والأفلام وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الرقمية الأخرى. ويشمل
محاكاة العنف في الأفلام الرائجة ومقاطع فيديو الهواة، والعنف المتحرك في الرسوم
المتحركة والألعاب التفاعلية.
إننا نسمع ونشاهد كثيراً عبر التقارير الإخبارية عن مآسي لا
نهاية لها من العنف الافتراضي الذي شاهده أطفالنا وأنعكس على تصرفاتهم في
الحياة الواقعية، ليس فقط في منطقتنا بل عبر العالم كله.
ومن ناحيتنا، لا ينبغي للعنف الافتراضي أن ينطوي
على أذى جسدي. وكثيراً تكون التصريحات العدوانية أو التهديدية أو العنصرية أو التي
تحض على الكراهية ضارة بالأطفال الذين يشاهدونها.
هل ما يراه الأطفال (أو يلعبونه) يؤثر على سلوكهم؟
لقد ربطت العديد من الأبحاث بين العنف الافتراضي
والأفكار والمشاعر والأفعال العدوانية لدى الأطفال. وعلى الرغم من أننا مازلنا نحاول
أن نفهم تأثير المحتوى العنيف في الألعاب عبر أجهزة الفيديو ووسائل التواصل
الاجتماعي على سلوك الطفل، إلا أن الخبراء يتفقون على أن الأطفال يتأثرون بشدة
بالوحشية والعنف كلما شاهدوها.
وسواء كانت حقيقية أو محاكاة، فإن مشاهدة أعمال العنف قد تعطي الأطفال إحساسًا بأن العدوان أمر طبيعي ومقبول. وقد يدفعهم ذلك إلى تمثيل ما يرونه ويسمعونه، خاصة إذا شهدوا أعمال عنف في المنزل أو في مجتمعاتهم.
وتظهر الدراسات الحديثة أن تعرض الطفل للعنف الافتراضي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل له في الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والخوف والقلق مع عدم الإحساس بالأمان.
ألعاب
الفيديو "اضغط هنا".
5 خطوات قد تحمي طفلك من العنف الافتراضي عبر ألعاب الفيديو
لا يمكنك حماية طفلك من جميع أشكال العنف الافتراضي. لكن
هذه الخطوات الخمس يمكن أن تساعد في تقليل الضرر الذي يمكن أن يلحقه المحتوى
العنيف بصحة طفلك.
1- حدد ما يشاهده ويلعبه الأطفال الصغار جيدًا.
إذا كان لديك أطفال تحت سن السادسة، فحاول استبعاد المحتوى العنيف. حيث لا يستطيع الأطفال الصغار التمييز بين الخيال والواقع. إعلم أن العنف الذي يبدو كاريكاتوريًا بالنسبة لنا قد يبدو لهم حقيقيًا، فأحظر وانتبه.
2- استخدم أدوات الرقابة الأبوية وتقييمات الوسائط.
هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من التقنيات الحديثة والمهمة تستطيع تزويدك بالتحكم في طرق المشاهدة واللعب لدى أطفالك، ومن المؤكد أنها مفيدة وعليك السعي كي تتعلم كيفية استخدامها.
ولكن لا تعطي ثقة زائدة وادرك أن لا يوجد برنامج يمكن أن يحل محل مشاركتك في اختيارات أطفالك. ويجب على الأطفال الصغار دائمًا طلب الإذن قبل مشاهدة ألعاب الفيديو أو لعبها على أي جهاز.
وكذلك تعرف على المزيد حول تقييمات المحتوى التلفزيوني وتقييمات أفلام الفيديو التي تقدم عبر منصات الاعلام المختلفة والتي يمكن أن تساعدك على الاختيار بحكمة لعائلتك. ينشر مجلس تصنيف برامج الترفيه الأمريكية (ESRB) تقييمات مفيدة للألعاب والتطبيقات، وتوفر Common Sense Media قدرًا كبيرًا من التقييمات والنصائح والأفكار.
3- شاهد أو العب مع أطفالك. تذكر أن:
- انتباهك لديه قوة هائلة.
- اشرح لهم أنك مهتم بالأشياء التي يحبون مشاهدتها ولعبها.
- اجلس معهم وقم بقياس مستوى العنف الافتراضي في برامجهم أو أفلامهم أو ألعابهم أو تطبيقاتهم المفضلة.
- من المؤكد أنك ستفاجأ بما تتعلمه!
4- عند الاستمتاع بالترفيه مع طفلك، خذ وقتًا للتحدث معه حول هذا الموضوع
- اسأل كيف شعر بعد مشاهد هذا الفلم العنيف.
- أظهر الاهتمام بآرائه دون الجدال معه.
- يمكنك مشاركة وجهات نظرك الخاصة دون الإشارة إلى أي رأي واحد صحيح أو خاطئ بنسبة 100%.
على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "أستطيع أن أفهم سبب غضب تلك الشخصية.
"لكنني أكره أن أرى الناس يتحولون إلى العنف بدلاً من إيجاد طرق أخرى لتسوية خلافاتهم".
هذه المحادثات تبين مقارنة بين ما يراه طفلك مع قيم عائلتك مثل الاحترام والتسامح واللطف والتفاهم المتبادل وعدم الاعتداء.
5- إنشاء خطة إعلامية عائلية
تقدم أكاديميات طب الأطفال، وكذلك دور الرعاية الاجتماعية أدوات سهلة لمساعدة أولياء الأمور ومقدمي الرعاية والأوصياء على
إدارة الوسائط التكنولوجية العائلية الكثيرة والمتاحة والمجانية في معظم الأحوال.
كذلك هناك كتيبات تمدك بالنصائح العملية ترشدك إلى وضع
خطتك ومناقشتها مع أسرتك والمعارف والأصدقاء ومع الجهات المختصة إذا لزم الأمر.
حاول أن تجعل خطتك مرنة قابلة للتعديل حسب الحاجة بمرور الوقت وتغير سن أطفالك.
كن على يقين أنه لا يمكن لأي فلم أو لعبة فيديو عنيفة أن
تجعل طفلك عنيفاً طالما حس طفلك أنك موجود بجواره باستمرار. وما يهم هو مقدار
العنف الافتراضي الذي عايشه طفلك مع افلام الفيديو بمرور الوقت.
وتأكد أنه يمكنك حماية صحة طفلك من خلال مراقبة ما
يشاهدونه ويلعبونه، ووضع قواعد منطقية بناءً على عمر طفلك ومزاجه واحتياجاته
الفريدة.
ملحوظة مهمة: تقدم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) أداة سهلة الاستخدام لمساعدة الآباء ومقدمي الرعاية على إدارة استخدام الوسائط العائلية.
الخاتمة
يتعرض الأطفال والشباب – الذين هم من أكثر مستخدمي ألعاب
الفيديو لمخاطرة مشاهدة العنف في الواقع الافتراضي ثم تطبيقه. وبدون آليات صحيحة
ومتابعة من أولياء الأمور ومقدمي الرعاية والأوصياء لخلق بيئة آمنة، سيبقى الأطفال
والشباب عرض لمخاطر العنف الافتراضي.